بين الاستجواب و”السراب”..وهمسة في أذن كل نائب

مرت أداة الاستجواب في مسيرة مجلس النواب منذ 2002 حتى عامنا هذا, في ما يمكننا تسميته ب”الحقبة السوداء” بسبب اجهاض أو وأد العديد من الاستجوابات أما أمام حسابات طائفية أو “ريموت كنترول ” ومؤخراً بسبب تعديل اللائحة الداخلية للمجلس حيث يتوجب موافقة ثلثي المجلس (27 عضواً من أصل 40) على الاستجواب.

وتسبب رفع سعر البنزين بشكل مفاجئ وردة الفعل الغاضبة من قبل الشارع البحريني إلى تحرك نيابي نجح في جمع أكثر من 30 توقيعاً لتوجيه استجوابين نحو وزير المالية ووزير الطاقة وتوصلت لجنة جدية الاستجوابين مساء اليوم إلى توصية بعدم جدية الاستجوابين!

والخطوة القادمة ستكون طرح توصية لجنة الجدية أمام التصويت في جلسة الثلاثاء هذا الاسبوع وسط “تسريبات” في الصحف وشبكات التواصل الاجتماعي بأن عدد من النواب يتجهون إلى الامتناع عن التصويت أو تأييد توصية اللجنة لأسباب لم تكشف بعد, وفي الغالب لن يتقبلها أو “يبلعها” الشارع البحريني, معززاً الفكرة السائدة بأن أعضاء مجلس النواب “حكوميين أكثر من الحكومة”!

قبل أسابيع قليلة ثمة تحرك نيابي توصل إلى “تعهد شرفي” بعدم عرقلة استخدام أي أداة رقابية من أسئلة ولجان تحقيق واستجوابات حتى بعد استخدام الأداة وحث الاعضاء على رفض التوصيات الناجمة من استخدام الأداة كوسيلة للتعبير عن تحفظهم على استخدام الأداة الرقابية أساساً. وبعد أحداث “الاستجوابين” يبدو شريحة من النواب وغالبية الشعب البحريني متشائمين من “ًصمود” ذلك التعهد “الشرفي” والأمر يتجه نحو وأد هذين الاستجوابين كما الاستجوابات السابقة في مسيرة المجلس النيابي.

ولكن همسة في أذن كل نائب يتجه لعرقلة الاستجوابين وغيرها من أدوات رقابية في يد المجلس, فاعلموا بأن الشعب البحريني ليس بالساذج وسوف يعاقبك الناخب شر عقوبة في الانتخابات القادمة لأنه لا ينسى من وقف ضده وضد لقمة عيشه ولكم في الانتخابات السابقة عبرة فجئتم ليس بسبب برامجكم الاتخابية “الفلتة” أو سيركم الذاتية “اللامعة” بل لرفض الشارع البحريني ل75% من المجلس السابق بسبب موقفهم المتخاذل مع الميزانية العامة التي لم تتضمن زيادة في الرواتب, فمصيركم يا نواب كمصيرهم مازلتم تقفون مع الفساد والتخبط الحكومي وضد المواطن المطحون بسبب قرارات الحكومة المتسرعة والظالمة في حق الطبقة الوسطى ومحدودي الدخل في وطننا.

وتذكروا جيداً يا سادة النواب بأن وعود المناصب والعطايا هي كالسراب يظنه الظمآن ماء ويكتشف بعد فوات الأوان بأنه تراب , وأن الرهان الحقيقي هو على الشعب والوقوف في صفه والدفاع عن حقوقه ومكتساباته, فذلك هو طريق الصلاح وأكبر شرف

فكرة واحدة على ”بين الاستجواب و”السراب”..وهمسة في أذن كل نائب

  1. لن ينفع هذا التهديد اخي الكريم ما ينفع هذا المجلس العقيم هو المقاطعه ولا غير ها .

أضف تعليق