والله حسافة يا بلد

انتشرت عدد من الفيديوهات “المستفزة” و”المؤلمة”  عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والناس في غمرة الاحتفال بالأعياد الوطنية.

تركزت تلك الفيديوهات في “احتلال” الأجانب على الاحتفالات الوطنية ومشادة أحدهم مع شاب بلباس عربي مهدداً بأن “بابا زابط” أي “أبي ضابط” بلغة عربية مكسرة لكي يبين بأنه صاحب سلطة ويجب عدم الاستهانة به رامياً دولة القانون والمؤسسات عرض الحائط!

وقام أحد المواطنين ليعبر عن انزعاجه و “الظيم اللي فيه” بنشر مقطع فيديو يعود للمسلسل البحريني “ملفى الأياويد” حيث يشكي أحد أبطاله (بوزيد) عن احتلال الأجانب للقهوة الشعبية التي يرتادها بصحبة (بوعواد) لأكثر من ثلاثين عاماً في أبياتٍ يقول فيها:

والله حسافة يا بلد المستوي نمرود
الأجنبي فيج ارتفع والأيودي ممرود

في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة جراء “كوكتيل” انخفاض أسعار النفط وتفشي الفساد وهدر المال العام واستمرار حالة الجمود السياسي، يرتفع أنين المواطنين من الآثار الآنية لسياسة التجنيس التي تتبعها الدولة حيث يشعر المواطن البحريني بأنه مواطن من الدرجة الثانية أمام مكتسبي الجنسية حديثاً.

فالمواطن البحريني ينتظر عقدين من الزمن للحصول على وحدة سكنية تأويه، بينما نجد بعض من اكتسب الجنسية يحصلون البيوت في زمن قياسي. كما الأمر طال إلى طلبات الإسكان الحديثة حيث يحرم المواطن منها بسبب ارتفاع مدخوله بالنسبة لمكتسبي الجنسية الذين غالباً ما يعملون في الوظائف الدنيا ويصنفون من محدودي الدخل حسب شروط ومعايير استحقاق الوحدات الإسكانية، فيضطر المواطن أن يستأجر أو يثقل كاهله بقرض لمدة 25 عاماً لكي ينعم بمكان يعيش فيه.

والمواطن اليوم يشتكي من تردي الخدمات الصحية ونفاد المواعيد في المراكز الصحية في غضون ساعة، مما يضطر المواطن أن يلجأ للطب الخاص ليعالج نفسه وأبناءه بتكاليف عالية.

كما يشتكي المواطن عن تردي مستويات المدارس الحكومية والتي احتلت بعضها الأجانب غير الناطقين باللغة العربية ولا تستطيع المدارس أن تتعامل معهم كما ورد في عدد من تقارير الهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب، فيضطر المواطن إرسال ابناءه إلى المدارس الخاصة يصرف فيها “دم قلبه”.

الديموقراطية وهويتنا الإسلامية تعتمد بشكل أساسي على المواطنة المتساوية (لا فرق بين العربي  والاعجمي إلا بالتقوى) فعندما تفشل الحكومة بتوفير الخدمات بشكل متساوٍ بين المواطنين لحد اندثار الطبقة الوسطى إلى طبقة فقيرة بسبب عدم استفادتهم من الخدمات الحكومية، يتولد شعور الكراهية والعنصرية تجاه “الفئة المستفيدة” مما يحول المجتمع إلى قنبلة موقوتة.

واختم بأبيات (بوزيد) مجدداً التي ختم بها قصيدته محذراً:

عودي يا فرح قبل الفَيِر عودي
ولا بتلقين الدهر.. يالس على بارود

أضف تعليق